تـــــانــوية طــــارق بــن زيـــاد التــــــأهــيــليــة

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

تـــــانــوية طــــارق بــن زيـــاد التــــــأهــيــليــة

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

تـــــانــوية طــــارق بــن زيـــاد التــــــأهــيــليــة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أنت الزائر رقم


    اللغة العربية من خلال نظرة عصرية.

    المدير
    المدير
    Admin
    Admin


    تاريخ التسجيل : 21/09/2009

    اللغة العربية من خلال نظرة عصرية. Empty اللغة العربية من خلال نظرة عصرية.

    مُساهمة من طرف المدير السبت يناير 30, 2010 3:14 pm

    اللغة العربية من خلال نظرة عصرية
    عبدالملك مرتاض(كاتب واستاذ جامعي من الجزائر)

    ما أكثر ما تحدث الناس ، قديما وحديثا، عن اللغة العربية ما بين مناصر لها، مدافع عنها، وما بين مناوىء لها، مهاجم إياها. ولا تخلو الساحة العربية ، على عهدنا هذا، شيئا من التعصب الأعمى على اللغة العربية : من ذويها والناطقين بها أنفسهم حيث ما أكثر ما نلفيهم يزعمون أنها عاجزة عن التطور والتطوير وأنها عسيرة النمو، وأنها معقدة التركيب ، وأنها لغة محنطة ... وهو ادعاء غير مؤسس ومز عم لا يخلو: إما من حقد عليها واما من جهل بها وفي الحالتين الاثنتين لا عذر للمتخرسين .

    من أجل ذلك ترى هؤلاء يجنحون لاصطناع العامية في أحاديثهم وربما في أحاديثهم العامة بوسائل الإعلام (الاذاعة والتلفزة خصوصا) طورا، ولمحاولة الترطين في شيء من التكلة ، البادي بإحدى اللفات الأجنبية الغربية (الفرنسية في المغرب العربي، والانجليزية في المشرق ) طورا آخر. وقد لاحظنا أن اللغة العربية أمست غائبة من لغة السياحة في المشرق والمغرب . أما في المغرب فيوظف الفتيان الذين يتقنون الفرنسية وبعض الانجليزية للتعامل بهما مع السياح في الفنادق الفخمة ... وأما في المشرق العربي فلا تكاد تصطدم في الفنادق الفخمة ... إلا برطانة الهنود وسواهم من الجنسيات الأسيوية الذين لا يتحدثون لفة انجليزية راقية صوتا وتركيبا، وانما تردهم يقطعون جملهم تقطيعا بدائيا يؤذي ولا يمتع .. ولا يعني شي ء من هذا الا امتداد الهيمنة الثقافية الأمريكية مشرقا، والفرنسية مغربا، أو مقاربيا كما يقال الآن في المغرب العربي.

    مع أن جمال اللغة العربية لا يكاد يعادله جمال ، وهي نتيجة لذلك ، أولى بلغة السياحة على الأقل فيما يعود الى التخاطب مع السياح العرب لو كون فتيان وفتيات على ذلك وحملوا عل استعمال العربية استعمالا أنيقا سليما وخصوصا من الفتيات لكننا نعلم مسبقا بأن الاستلاب الثقافي الذي يعانيه العرب وبأن تهاونهم في تقدير لغتهم أمام الامم الأخرى، واعتقادهم بأن المسألة اللغوية هي مجرد مسألة شكلية . سيجعل من اقتراحنا مجرد نفخ في رماد، وصرخة في واد.. ومما يزيد مسألة اللغة العربية تعقيدا أن كل قطر يعول على آخر في خدمتها وتطويرها وعصرنتها بحيث تغدو لغة الحياة اليومية كما تمسي لغة الفكر والعلم والبحث والاختراع ... ومثل هذا التواكل سيذر هذه اللغة العزيزة على ما هي عليه .. والجامعة العربية بحكم أنها جسد مشلول في منظورنا على الأقل لا تستطيع أجهزتها أن تصنع شيئا ما عدا انتظار الراتب الشهري!...

    ويبدو أن كتاب : "اللغة العربية إضاءات عصرية " (236 صفحة _ نشر : الهيئة المصرية العامة للكتاب ) للدكتور حسام الخطيب جاء ليقدم مقاما وسطا بين أولئك وهؤلاء : فلا العربية قادرة على تناول كل شيء والنهوض بكل شيء؟ ولا العربية ، أيضا خاملة متخلفة وعاجزة عن النهوض بأي شي ء، إنها لفة أزلية حقا. ولكن هل ننظر الى هذه الأزلية فيها على أنها مزية ومحمدة أم على أنها عب ء ومرزاة ! إننا ، في تصورنا الخاص ، لا نجعل من أزليتها محمدة ولا مرزاة ؟ فهي لغة كبيرة يسمح لها كبرها وعظمها أن تتكيف بسرعة على النحو الذي يراد لها وخصوصا في المجال التقني، بشرط واحد ووحيد: أن يرقى أهلها الى مستوى الايقاع الحضاري للعصر، وأن يستعيدوا الثقة فلي النفس فيبادروا الى الايمان بقدرة لفتهم وقد برهنت اللغة العربية بعد ، في بعض بلدان المشرق ، على كفاءتها العليا في التكيف مع كل العلوم العصرية .

    وواضح أننا نومي، الى التجربة السورية الرائدة التي لم تعمم في كل العالم العربي.. كما أن التجربة الجزائرية يجب أن تكون رائدة في المغرب العربي حيث إن الجزائر في ظرف زمني قصير استطاعت أن تمحو رطانة اللغة الفرنسية من جميع الإدارات الجزائرية ، وتحل محلها اللغة العربية كما أحلت اللغة العربية ، محل الفرنسية في جميع مستويات التعليم الثلاثة ؟بما في ذلك الاقتصاد، والتجارة والحقوق ، والفلسفة والرياضيات ، وعلم الأحياء (البيولوجيا) ... ولم يبق إلا بعض الفروع القليلة التي لم تعرب كالعلب مثلا..

    لكن ذلك كله لا يعني أن اللغة العربية جاوزت المحنة ، وأن أهلها أصبحوا يتحكمون فيها تحكما عاليا ابتغاء اصطناعها في كل مضطربات الحياة وفروع المعرفة والعلم ... فإننا لسنا راضين عن الطرائق التي تدرس بها العربية ولا عن كيفية استخراج المصطلحات العلمية وغير العلمية ... إننا مطالبون جميعا بتنسيق الجهود وتوحيدها من أجل التوصل الى نتائج مثمرة توشك أن تنفض غبار الخمول عن العربية .

    إني أتمثل اللغة من حيث هي كائن اجتماعي كالطفل الذي نستطيع أن نكونه للمستقبل بتعليما وتثقيفه وتربيته والأخذ بيده سلوكيا ومنهجيا وفكريا ليكون رجلا صالحا نافعا لمجتمعه وللانسانية كلها.
    العربية لغتنا تحتاج منا الى أن نبذل جهدا أكبر في خدمتها وترقيتها نحويا، واملائيا ومطبعيا ومصطلحاتيا.

    ولعل أول ما يجب البدء به ، إن كنا حقا نريد أن نبدأ (والحديث مساق هنا الى مجامعنا العلمية التي تتعلق بالسحاب ، ولا تنزل الى التراب ل تراما تبحث في قضايا العربية في مجالسها ودوراتها، ثم تجتزي، بنشر مقرراتها في مجلاتها التي لا يقرؤها أكثر من بضعة آلاف قاريء من أصل مائتين وعشرين مليون عربي... بل ربما وضع مقرراتها في أدراج المكاتب أو رفوف الخزائن حتى تأتكل بالبلى ، وتأتخذ بالرطوبة ... والحال أنه يجب تعميم المقررات والفتاوي اللغوية بين عامة المتعلمين العرب في المستويات التعليمية الثلاثة (توضع ملاحق في كتب القراءة والنحو مثلا... حتى تعم فاشدتها)، هو أن ننقي (وأكاد أقول : نطهر) السنتنا من اللغات الأجنبية والألفاظ العامية في حياتنا العامة (في التدريس ، والاذاعة والتلفزة ، وفي الصحافة المكتوبة وفي كل الأحاديث الثقافية المبسطة ) فليس هناك أي مبرر ولا حجة ولا عذر لنا في المضي في احتقار لغتنا، وتعفير خدها في الرغام ، وتلطيخ محياها الكريم بالتراب ، يوميا أمام ضرائرها من اللفات الأجنبية .

    وأما الأمر الآخر فهو أن ننشر وعيا لفريا في مدارسنا ومعاهدنا، وجامعاتنا وجميع مؤسساتنا الثقافية بضرورة استعمال اللغة العربية الفصحى (والفصاحة تعني في أصل العربية الخلوص والنقاء)، وذلك كيما نهيىء الاجيال الصاعدة الى تحمل الرسالة والنهوض بعبء الأمانة ونفض غبار الخمول ، وقتام الدهور من على وجه هذه اللغة الأزلية الخالدة .

    ويمكن أن نحلل نص بعض هذه المقدمة فنستخلص منه أنه ينهض على أربعة محاور كبرى.
    أولها : انه يركز على الجوانب العملية في ترقية اللغة العربية ومعالجة المشاكل التي تساور مستعمليها على مستويات النحو، والاملاء، والبحث عن الألفاظ في المعجم وملم جرا..

    وثانيها: يركز الكتاب على القضايا اللغوية في مجال التعليم العالي ، ونتيجة لذلك في مجال البحث العلمي أيضا، لأن أشق المعاب ، وأكاد العقاب ، يقلقاها أساتذة التعليم العالي لارتفاع مستوى التلقين والتعليم ، ولبلوغ القضايا المعرفية المطروحة للتعلم حدا عاليا من التجريد. فأشد الأقطار العربية إخلاصا للغة الضاد وتحمسها لها، لم تستطع تذليل جميع المعاب المتصلة بلغة التبليغ في المستوى المعرفي الرفيع .

    وثالثها : يركز الكتاب كما يستخلص ذلك من بعض سقدمته نفسها التي استشهدنا بنص منها، والتي نحن بصدد تحليل مضمونها؟ على لغة الاعلام ، أو على لغة "الاتصال " كما نطلق نحن على ذلك في الجزائر.

    (والمسألة اصطلاحية ودلالية )، في "الاعلام " لفظة عامة وبسيطة وكأنها تقتضي البث دون الاستقبال ، والارسال دون التلقي. على حين أن مصطلح "الاتصال" يعني، حتما، التواصل المتبادل أو المتفاعل بين قناتي الارسال والاستقبال . فهو، إذن ، أعم وأدق .

    والحق أن لغة الاتصال يجب أن تدرس بعناية شديدة ، وذكاء حاد، حتى يمكن لف "الرسالة " المبثوثة في ثوب لفري جميل . ذلك بأن لغة الاتصال لا تعني العناية بسلامة اللغة ، والاجتهاد في اختيار ألفاظها طبقا لمستويات المتلقين ، (وعلى أنه من العسير ترصد مستويات المتلقين التي هي متباينة حتما، ومتراوحة بين العلو والدنو..) وانما تقوم خصوصا ، أو يجب أن تقوم على ما نود أن نطلق عليه "جمالية الاتصال "،

    يركز كتاب الدكتور حسام الخطيب ، في خاتمته على اللغة لدى المرأة (سنتناول هذه المسألة بتفصيل عند نهاية هذه المقالة ) لأن المرأة أم ، ولأن الأم المؤسسة التربوية الأولى التي يتعلم فيها الطفل ، فكم من رجل اغتدى عبقريا بفضل طفولته المرتبطة بعظمة أمومة أمه .

    فلعل هذه هي الخلاصة العامة لمضمون هذا الكتاب : لكني أعتقد مخلصا أن مثل هذه الخلاصة لا تستطيع أن ترسم تفاصيل كل القضايا التي عولجت وبحثت ضمن هذا الكتاب الذي أجدني عاجزا ، أنا أيضا، أن أنقل للقاريء الكريم كل ما فيه من تفاصيل في هذه المقالة القصيرة التي لم تكن الغاية منها الا تقديم الكتاب ، والاعلان عن صدوره قبل كل شي ء، لا الإحاطة .

    والحق أن الدكتور حسام بإصداره هذا الكتاب كأنه أراد أن يرجع بالأمر الى الحافزة وأن يعيد النقاش من حول مشاكل العربية جزعة ،كما تقول العرب .. وليس ذلك على لفتنا التي يفترض أن يصدر. عنها كتاب كل أسبوع ، أو كل شهر على الأقل ، لمعالجة وضعها، حاضرها. ومستقبلها، وطرائق إصلاحها وكيفيات نشرها بين غير ناطقين أصلا.. إذا شئنا حقا أن نسعي لتطوير اللفة وعصرنتها، وجعلها في مستوى المشاكل الحياتية المختلفة التي تساور سبيلنا، وتعرض لنا في يومياتنا .

    واذن فماذا كتبنا، الى اليوم عن اللغة العربية ؟ وماذا قدمنا من اقتراحات عملية لإصلاحها وتيسيرها؟ إن معظم الجهود فردية ومشتتة مما يجعلها تظل مهدرة .. فمشكلة اللفة العربية مشكلة قومية حضارية حيوية بالقياس الى جميع العرب ... فليعتبر كل عالم من العلماء العرب هذه اللفة همه الأول حتى يمكن أن ننهض بها، ونيسرها ، ونطورها فنجعل منها لفة يومية للناس جميعا كما نرقي بها الى البحث العالي في المختبرات .

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 9:23 pm