الخبز الحافي
محمد شكري
رواية تعدّ من أشهر النتاج الأدبي للكاتب الراحل محمد شكري. كتبت سنة 1972 و لم تنشر بالعربية حتى سنة 1982 وترجمت إلى 38 لغة أجنبية.
الخبز الحافي هي الجزء الأول من سيرة محمد شكري الذاتية...
هذه السيرة الذاتيّة الّتي تظهر للعالم العربي "الجانب الآخر" من حياته, بكل قوة وجرأة.. عن الوجه الأخ "للإنسانيّة"..
جرأة شاب رمت به ظروف الحيّاة بين أيدي أبٍ قاسٍ باطل وعاطل؛ لدرجة أنه قتل أحد أولاده .. وأم حنونة عاملة..
وبين الفقر والأميّة في ظروف حربٍ قاسيّة وهجرة تتمنى فيها الناس البقاء في حالة إدمان وسك, أو الموت على الحياة
وإلى أين .. إلى أين وصلت بهذا الشّاب ظروف الحيّاة هذه هو يحمل أميته بين أكتافه حتّى العشرين من العمر .؟
وبعد هذا العمر يفتح لنا محمد شكري بابًا جديدًا من حياته دون أميته في الجزء الثاني من سيرته والّذي حمّل عنوان
الشّطّار ...
كما أنّ القصّة حوّلت إلى فلم ببطولة الممثل المغربي سعيد تغماوي، بتمويل إيطالي. و لقد عرض الفلم في مهرجان كان لسنة 2005.
في النهايّة أنقل لكم بعض ما قاله الراحل محمد شكري عن روايته الشهيرة.. الخبز الحافي..
ان موت ابي في ذهني تم في اللحظة التي مات فيها اخي. اننا لا نقتل آباءنا بقدر ما يقتلون انفسهم فينا. ان الاب هو الذي يعجل او يؤجل، يقصر او يطيل موته في ابنائه. الموت درجات متفاوتة ******************************** اذا كنت لا اكتب الا عن المرأة المدنسة الخاسئة فلأنني اكلت خبزي الحافي بين العاهرات ******************************* "انا اريد قتل الشهرة التي منحتني اياها رواية "الخبز الحافي". لقد كتبت "زمن الاخطاء" ولم تمت، كتبت "وجوه" ولم تمت. ان "الخبز الحافي" لا تريد ان تموت، وهي تسحقني، اشعر انني مثل اولئك الكتّاب الذين سحقتهم شهرة كتاب واحد شأن سرفانتس مع "دون كيخوت"، او فلوبير مع "مدام بوفاري"، او د.ه. لورنس مع "عشيق الليدي تشارلي". ف"الخبز الحافي" لا تزال حية رافضة ان تموت، ابنة عاهرة. الاطفال في الشوارع لا ينادونني شكري، بل ينادونني "الخبز الحافي". هذا الكتاب يقول لي يوميا ها انا، هنا، حي ************************* صباح الخير أيها الليلييون، صباح الخير أيها النهاريون، صباح الخير يا طنجة المغرسة في زمن زئبقي، ها أنذا أعود لأجوس كالسائر نائماً عبر الأزقة والذكريات، عبر ما خططته عن حياتي الماضية الحاضرة، كلمات واستلهامات الندوب لا يلهمها القول، أين عمري من هذا النسَج الكلامي؟ لكن عبير الأماسي والليالي المكتظة بالتوجّس واندفاع المغامرة يتسلل إلى داخلي ليعيد رماد الجمرات غُلالة شفافة آسرةً، لقد علمتني الحياة أن أنتظر أن أعيَ لعبة الزمن بدون أن أتنازل عن عمق ما استحصدته، قل كلمتك قبل أن تموت فإنها ستعرف حتماً طريقها لا يهم ما ستؤول إليه, الأهم هو أن تُشعل عاطفة أو حزناً أو نزوة غافية، أن تشعل لهيباً في المناطق الموات، فيا أيها الليليون والنهاريون.. أيها المتشائمون والمتفائلون.. أيها المتمردون.. أيها المراهقون.. أيها العقلاء لا تنسوا.. لا تنسوا أن لعبة الزمن أقوى منا، لعبة مميتة لي، لا يمكن أن نواجهها إلا بأن نعيش الموت السابق لموتنا بإماتتنا أن نرقص على حبال المخاطرة تشدانا للحياة، أقول: يخرج الحي من الميت، يخرج الحي من النتن والمتحلل، يخرجه من المثخن والمنهار، يخرجه من بطون الجائعين ومن صلب المتعيّشين على الخبز الحاف ****************************************** «جلسنا.. فكرت في الموت.. الحب دائما يجعلني أفكر في الموت» ****************************** محمد شكري |