هذه القصيدة الموسومة بالزينبية للشاعر صالح
عبد القدوس ، والتي ينسبها البعض لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه .
والمطلوب
من الإخوة المشايخ أتحافنا بأي معلومة عن هذه القصيدة ، وسبب نسبتها لعلي
رضي الله عنه ، وهل يوجد لهذه القصيدة شروح .
وإليكم أبيات هذه القصيدة
القصيدة الزينبية
صرَمَت حبالك بعد وصلك زينب
--- والدهر فيه تصرم وتقلب
فدع الصبا فلقد عداك زمانه---وازهد فعمرك منه
ولى الأطيب
ذهب الشباب فما له من عودة --- وأتى المشيب فأين منه المهرب
ضيف
ألم إليك لم تحفل به --- فترى له أسفاً ودمعاً يسكب
دع عنك ماقد فات في
زمن الصبا --- واذكر ذنوبك وابكها يا مذنب
واخش مناقشة الحساب فإنه ---
لابد يحصى ما جنيت ويكتب
لم ينسه الملكان حين نسيته --- بل أثبتاه وأنت
لاه تلعب
والروح فيك وديعة أودعتها --- ستردها بالرغم منك وتسلب
وغرور
دنياك التي تسعى لها --- دار حقيقتها متاع يذهب
والليل فاعلم والنهار
كلاهما --- أنفاسنا فيها تعد وتحسب
وجميع ما حصلته وجمعته --- حقاً
يقيناً بعد موتك ينهب
تباً لدار لايدوم نعيمها --- ومشيدها عما قليل
يخرب
فاسمع هديت نصائحاً أولاكها --- بر نصوح عاقل متأدب
صحب الزمان
وأهله مستبصراً --- ورأى الأمور بما تؤوب وتعقب
أهدى النصيحة فاتعظ
بمقاله ---فهو التقي اللوذعي الأدرب
لا تأمن الدهر الصروف فإنه --- لا
زال قدماً للرجال يهذب
وكذلك الأيام في غصاتها --- مضض يذل له الأعز
الأنجب
فعليك تقوى الله فالزمها تفز --- إن التقي هو البهي الأهيب
واعمل
لطاعته تنل منه الرضا --- إن المطيع لربه لمقرب
فاقنع ففي بعض القناعة
راحة --- واليأس مما فات فهو المطلب
وإذا طمعت كسيت ثوب مذلة --- فلقد
كسي ثوب المذلة أشعب
والقى عدوك بالتحية لاتكن --- منه زمانك خائفاً
تترقب
واحذره يوماً إن أتى لك باسماً --- فالليث يبدو نابه إذ يغضب
إن
الحقود وإن تقادم عهده --- فالحقد باق في الصدور مغيب
وإذا الصـديق
رأيتـه متعلقـاً --- فهو العدو وحقه يتجنب
لا خـير في ود امرئ متملـق
--- حلو اللسان وقلبه يتلهب
يلقـاك يحلف أنـه بك واثـق --- وإذا توارى
عنك فهو العقرب
يعطيك من طرف اللسان حـلاوة --- ويروغ منك كما يروغ
الثعلب
واختر قرينـك واصطفيه تفاخـراً --- إن القرين إلى المقارن ينسب
إن
الغـني من الرجـال مكـرم --- وتراه يرجى ما لديه ويرهب
ويبش بالـترحيب
عند قـدومه --- ويقام عند سلامه ويقرب
والفقـر شين للرجـال فإنـه ---
يزرى به الشهم الأديب الأنسب
واخفض جناحـك للأقارب كلهم --- بتذلل واسمح
لهم إن أذنبوا
ودع الكذوب فلا يكن لك صاحباً --- إن الكذوب لبئس خلاً
يصحب
وذر الحسود ولو صفا لك مـرةً --- أبعده عن رؤياك لايستجلب
وزن
الكلام إذا نطقت ولا تكن --- ثرثارةً في كل ناد تخطب
واحفظ لسانك واحترز
من لفظه --- فالمرء يسلم باللسان ويعطب
والسر فاكتمه ولا تنـطق بـه ---
فهو الأسير لديك إذ لا ينشب
واحرص على حفظ القلوب من الأذى --- فرجوعها
بعد التنافر يصعب
إن القـلوب إذا تنـافر ودهـا --- مثل الزجاحة كسرها
لا يشعب
وكـذاك سر المرء إن لم يطوه --- نشرته ألسنة تزيد وتكذب
لا
تحرصن فـالحرص ليس بزائـد --- في الرزق بل يشقي الحريص ويتعب
ويظـل
ملهوفـاً يـروم تحيـلاً --- والرزق ليس بحيلة يستجلب
كم عاجز في الناس
يؤتى رزقـه --- رغداً ويحرم كيس ويخيب
أد الأمانـة و الخيانـة فاجتنب
--- واعدل ولا تظلم يطيب المكسب
وإذا بليت بنكـبة فاصبر لهـا --- من ذا
رأيت مسلماً لا ينكب
و إذا أصـابك في زمانك شدة --- وأصابك الخطب الكريه
الأصعب
فـادع لـربك إنـه أدنى لمن --- يدعوه من حبل الوريد وأقرب
كن
ما استطعت عن الأنام بمعزل --- إن الكثير من الورى لا يصحب
واجعل جليسك
سيداً تحظى به --- حبر لبيب عاقل متأدب
واحذر من المظلوم سهماً صائباً
--- واعلم بأن دعاءه لا يحجب
وإذا رأيت الرزق ضاق ببلدة --- وخشيت فيها
أن يضيق المكسب
فارحل فأرض الله واسعة الفضا --- طولاً وعرضاً شرقها
والمغرب
فلقد نصحتك إن قبلت نصيحتي --- فالنصح أغلى ما يباع ويوهب
خذها
إليك قصيدةً منظومةً --- جاءت كنظم الدر بل هي أعجب
حكم وآداب وجل
مواعظ --- أمثالها لذوي البصائر تكتب
يا رب صل على النبي وآله --- عدد
الخلائق حصرها لايحسب