الاختلاط في التعليم
الفتوى رقم ( 6758 )
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد :
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على الاستفتاء المقدم من جمعية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت ، إلى سماحة الرئيس العام ، والمحال إليها برقم 269 في 8 \ 2 \ 1404 هـ، ونصه :
نظرا لما يعانيه طلبة وطالبات جامعة الكويت ، من قضية اختلاط الجنسين في الصف التعليمي الواحد ، وأقصد بالاختلاط : اختلاط الرجل والمرأة مع بعضهم البعض ، ومنهن النساء الكاسيات العاريات ، والمتحجبات ، وقد أفتى البعض بجواز التعليم المختلط مستدلا باختلاط الرجال والنساء في حالة الطواف في الحج والعمرة ، علما بأن الزنى قد تفشى بين الطلبة الغير ملتزمين بالإسلام باسم الحرية الشخصية ، وقد كثرت رحلاتهم المختلطة التي يخلو فيها الطالب والطالبة فقط ، وأصبحت الجامعة معرضا لأحدث الأزياء المعاصرة ، والمكياج ، وتسريحات الشعر ، مع كثرة العزاب من الجنسين.
لذا نناشدكم بأن تفتونا في أسئلتنا ، وتبينوا لنا الحق من الباطل ، وترشدونا إلى الصواب ، وأرجو أن تسهبوا لنا في الإجابة؛ حيث إنه سيطبع ويوزع على طلبة الجامعة. فالسؤال:
1- تبيان حرمة التعليم المختلط مع الأدلة والرد على من يزعم بالجواز مستدلا بالطواف.
2- وعلى من يقع إثم اختلطنا في الجامعة ؟ علما بأننا ننكر ذلك دائما ، ولو تركنا الجامعة لعاث فيها المفسدون إفساد.
3- وهل تبيح محاولة اختصار المباني ، وقلة التكلفة والمدرسين والمختبرات في الجامعة ، إلى أن يبيحوا لنا الاختلاط للتوفير في أجهزة الجامعة ومدرسيها ؟
4-
وأجابت بما يلي:
أولا: اختلاط الرجال والنساء في التعليم حرام ومنكر عظيم؛ لما فيه من الفتنة وانتشار الفساد ، وانتهاك الحرمات ، وما وقع بسبب هذا الاختلاط من الشر والفساد الخلقي من أقوى الأدلة على تحريمه.
أما قياس ذلك على الطواف بالبيت الحرام فهو قياس مع الفارق ، فإن النساء كن يطفن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من وراء الرجال متسترات ، لا يداخلنهم ولا يختلطن بهم ، وكذا حالهن مع الرجال في مصلى العيد ، فإنهن كن يخرجن متسترات ، ويجلسن خلف الرجال في المصلى ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب الرجال خطبة العيد انصرف إلى النساء ، فذكرهن ووعظهن ، فلم يكن اختلاط بين الرجال والنساء ، وكذا الحال في حضورهن الصلوات في المساجد ، كن يخرجن متلفعات بمروطهن ، ويصلين خلف الرجال ، لا تخالط صفوفهن صفوف الرجال. ونسأل الله أن يوفق المسئولين في الحكومات الإسلامية للقضاء على الاختلاط في التعليم ، ويصلح أحوالهم ، إنه سميع مجيب.
ثانيا: تقع المسئولية على الحكام والعلماء إرشادا وتنفيذا ، وعلى ولي أمر المرأة الخاص كذلك ، كل بحسبه؛ لما ثبت من قول النبي صلى الله عليه وسلم : صحيح البخاري الجمعة ( 893 ) ، صحيح مسلم الإمارة ( 1829 ) ، سنن الترمذي الجهاد ( 1705 ) ، سنن أبو داود الخراج والإمارة والفيء ( 2928 ) ، مسند أحمد بن حنبل ( 2/121 ) . كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ، فالإمام راع ومسئول عن رعيته ، والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها . . . الحديث رواه البخاري ومسلم .
ثالثا: لا يبيح القصد إلى توفير النفقات والأجهزة والمدرسين الاختلاط ، فالتعليم واجب في حدود الاستطاعة ، والتنسيق فيه قد يقضي على كثير من المشاكل ، وتستر المرأة باللباس الشرعي يقضي على كثير من الفتن ، ومن أراد الخير واتباع الشرع يسر الله طريقه ، وهداه إلى سواء السبيل ، وقد قال تعالى : سورة الطلاق الآية 2 وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا سورة الطلاق الآية 3 وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إلى أن قال : سورة الطلاق الآية 4 وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
الفتوى رقم ( 6758 )
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد :
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على الاستفتاء المقدم من جمعية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت ، إلى سماحة الرئيس العام ، والمحال إليها برقم 269 في 8 \ 2 \ 1404 هـ، ونصه :
نظرا لما يعانيه طلبة وطالبات جامعة الكويت ، من قضية اختلاط الجنسين في الصف التعليمي الواحد ، وأقصد بالاختلاط : اختلاط الرجل والمرأة مع بعضهم البعض ، ومنهن النساء الكاسيات العاريات ، والمتحجبات ، وقد أفتى البعض بجواز التعليم المختلط مستدلا باختلاط الرجال والنساء في حالة الطواف في الحج والعمرة ، علما بأن الزنى قد تفشى بين الطلبة الغير ملتزمين بالإسلام باسم الحرية الشخصية ، وقد كثرت رحلاتهم المختلطة التي يخلو فيها الطالب والطالبة فقط ، وأصبحت الجامعة معرضا لأحدث الأزياء المعاصرة ، والمكياج ، وتسريحات الشعر ، مع كثرة العزاب من الجنسين.
لذا نناشدكم بأن تفتونا في أسئلتنا ، وتبينوا لنا الحق من الباطل ، وترشدونا إلى الصواب ، وأرجو أن تسهبوا لنا في الإجابة؛ حيث إنه سيطبع ويوزع على طلبة الجامعة. فالسؤال:
1- تبيان حرمة التعليم المختلط مع الأدلة والرد على من يزعم بالجواز مستدلا بالطواف.
2- وعلى من يقع إثم اختلطنا في الجامعة ؟ علما بأننا ننكر ذلك دائما ، ولو تركنا الجامعة لعاث فيها المفسدون إفساد.
3- وهل تبيح محاولة اختصار المباني ، وقلة التكلفة والمدرسين والمختبرات في الجامعة ، إلى أن يبيحوا لنا الاختلاط للتوفير في أجهزة الجامعة ومدرسيها ؟
4-
وأجابت بما يلي:
أولا: اختلاط الرجال والنساء في التعليم حرام ومنكر عظيم؛ لما فيه من الفتنة وانتشار الفساد ، وانتهاك الحرمات ، وما وقع بسبب هذا الاختلاط من الشر والفساد الخلقي من أقوى الأدلة على تحريمه.
أما قياس ذلك على الطواف بالبيت الحرام فهو قياس مع الفارق ، فإن النساء كن يطفن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من وراء الرجال متسترات ، لا يداخلنهم ولا يختلطن بهم ، وكذا حالهن مع الرجال في مصلى العيد ، فإنهن كن يخرجن متسترات ، ويجلسن خلف الرجال في المصلى ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب الرجال خطبة العيد انصرف إلى النساء ، فذكرهن ووعظهن ، فلم يكن اختلاط بين الرجال والنساء ، وكذا الحال في حضورهن الصلوات في المساجد ، كن يخرجن متلفعات بمروطهن ، ويصلين خلف الرجال ، لا تخالط صفوفهن صفوف الرجال. ونسأل الله أن يوفق المسئولين في الحكومات الإسلامية للقضاء على الاختلاط في التعليم ، ويصلح أحوالهم ، إنه سميع مجيب.
ثانيا: تقع المسئولية على الحكام والعلماء إرشادا وتنفيذا ، وعلى ولي أمر المرأة الخاص كذلك ، كل بحسبه؛ لما ثبت من قول النبي صلى الله عليه وسلم : صحيح البخاري الجمعة ( 893 ) ، صحيح مسلم الإمارة ( 1829 ) ، سنن الترمذي الجهاد ( 1705 ) ، سنن أبو داود الخراج والإمارة والفيء ( 2928 ) ، مسند أحمد بن حنبل ( 2/121 ) . كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ، فالإمام راع ومسئول عن رعيته ، والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها . . . الحديث رواه البخاري ومسلم .
ثالثا: لا يبيح القصد إلى توفير النفقات والأجهزة والمدرسين الاختلاط ، فالتعليم واجب في حدود الاستطاعة ، والتنسيق فيه قد يقضي على كثير من المشاكل ، وتستر المرأة باللباس الشرعي يقضي على كثير من الفتن ، ومن أراد الخير واتباع الشرع يسر الله طريقه ، وهداه إلى سواء السبيل ، وقد قال تعالى : سورة الطلاق الآية 2 وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا سورة الطلاق الآية 3 وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إلى أن قال : سورة الطلاق الآية 4 وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.